prince of darkness Admin
الجنسية : عدد المساهمات : 1777 نقاط : 6218 السٌّمعَة : 0 العمر : 29
| موضوع: تاريخ وجدة الأحد فبراير 27, 2011 12:12 pm | |
| وجدة مدينة مغربية و عاصمة الجهة الشرقية، تقع في أقصى شرق المملكة على الحدود المغربية الجزائرية، إذ لا تبعد عن المركز الحدودي إلا بحوالي 14 كلم، وبذلك تعتبر مدينة حدودية بامتياز. وتبعد 60 كيلو مترا عن ساحل البحر الأبيض المتوسط. في 1 يناير 1994 احتفلت وجدة بالالفية الأولى. أصل التسمية هناك اختلاف حول أصل تسميتها، فريق من الباحثين يذهبون إلى أن اسمها مشتق من كلمة "وجدات" أي الكمائن التي كان يقوم بها العصاة والمتمردون وقطاع الطرق لتجار القوافل. إلا أن المرجح هو أن اسمها ارتبط بحدث تاريخي يتمثل في مطاردة سليمان الشماخ الذي اغتال الملك إدريس الأول بأمر من العباسيين الذين أرسلوه في مهمة خاصة لتصفية المولى إدريس الأول الذي أسس إمارة مستقلة عن الحكم العباسي في المغرب. فدس السم للمولى إدريس وفر عائدا نحو المشرق إلا أن المغاربة اقتفوا أثره ووجدوه في مكان غير بعيد من وجدة الحالية وقتلوه لهذا سميت وجدة، وفي ما بعد سميت بعاصمة المغرب الشرقي. [عدل] التأسيس مجموعة مقاتلين و قائدهم بعد دخول فرنسا الجهة الشرقية. عادة ما ينسب تأسيس مدينة وجدة للزعيم المغراوي زيري بن عطية الذي استطاع أن يؤسس مملكة في المغرب الأقصى وكان في صراع مفتوح مع المنصور بن أبي عامر في الأندلس، والفاطميين وأنصارهم من الصنهاجيين في المغرب الأوسط. في هذه الظروف السياسية الصعبة، فإن زيري بن عطية -وحسب أغلب الروايات التاريخية- فكر في ضرورة توسيع مملكته شرق عاصمته فاس وحماية ظهره من كل الأخطار المحدقة به من الناحية الشرقية، لهذا قرر بناء مدينة وجدة في شهر رجب سنة 384 هـ / 994 م. وقد قام بتحصين المدينة عبر إحاطتها بالأسوار العالية والأبواب التي كان يتحكم الحراس في فتحها وإغلاقها. فتحها يوسف بن تاشفين بعساكره المرابطين في حملته في بلاد المغرب الأوسط سنة 1073.[1] كما تبوأت مكانتها السياسية والاستراتيجية على عهد بني مرين الذين كانوا في صراع دائم مع أمراء بني عبد الواد المستقرين في تلمسان. وضعها كمدينة حدودية مع الأتراك في الجزائر عرضها لحروب عنيفة، وتخريب أسوارها التحصينية على عهد السعديين الذين هبوا لاسترجاعها من العثمانيين.[2] إسترجعها المولى إسماعيل من الأتراك سنة 1692، و إستعادها الأتراك في القرن التالي. دخول فرنسا وجدة ظلت مدينة وجدة تتأثر بموقعها الحدودي طيلة تاريخها الذي يتجاوز ألف سنة. وظهر هذا جليا بعد الاستعمار الفرنسي للجزائر، فقد كان على مدينة وجدة وساكنتها احتضان المقاومة الجزائرية ودعمهم بالمال والسلاح خاصة على عهد الأمير عبد القادر الجزائري. وقد اقتنعت فرنسا أن مدينة وجدة هي الحلقة الأولى لاحتلال المغرب والسيطرة على الشمال الإفريقي والقضاء على القواعد الخلفية للمقاومة الجزائرية. فقامت بالضغط على المدينة بدعوى ملاحقة العناصر الثائرة ضد فرنسا، مما جعلها تدخل في حرب مع المخزن المغربي في معركة إسلي عام 1844 م والتي انتهت بهزيمة كبيرة للمغاربة. وأجبرت فرنسا المغرب على توقيع معاهدة للا مغنية في نفس السنة، وكان من أهم بنودها رسم الحدود بين الدولة المغربية والجزائر المستعمرة. فتم الاتفاق على أن تمتد الحدود من قلعة عجرود (السعيدية حاليا) إلى ثنية الساسي، وبقيت المناطق الجنوبية دون تحديد للحدود بدعوى أنها أراضي خالية لا تحتاج إلى رسم وتوضيح للحدود. الحرب العالمية الثانية هناك حدث تاريخي ومصيري هام عاشته وجدة خلال الحرب العالمية الثانية، إذ نزلت بها قوات أمريكية هائلة (Fifth United States Army) تحت قيادة الجنرال المشهور جون باتون الذي حاول تقليد الماريشال رومل الألماني في قتاله بأسلوب وروح الفروسية. وكان الأمريكيون نزلوا بوجدة للتوجه إلى ليبيا لمحاربة فيلق رومل الشهير. ووجود قوات أمريكية بذاك الحجم أنذاك في مدينة كانت إلى حين هادئة أثر فيها وأصبح حديث الناس ونكتهم بل وتقليدهم. أما يهود وجدة المغاربة فقد اسغتلوا كثيرا من هذه الإقامة الاضطرارية التي نزلت عليهم من السماء. أحداث 1948 ذبح 48 يهوديا عام 1948 في وجدة، بعد إنحياز الجالية اليهودية على وجه العموم، والطبقة الوسطى منهم بصفة خاصة، إلى جانب المستعمرين في مقاومة الاستقلال.[3] كما يرجع السبب الى قيام الحاكم العسكري الفرنسي روني برونل بتحريض بعض المتحمسين ضد يهود وجدة، وذلك لأجل دفعهم للهجرة إلى إسرائيل بتآمر خفي ومنسق مع الوكالة الصهيونية العالمية.[2] شخصيات مهمة في وجدة في الوقت الحاضر عرفت زيارات مهمة لشخصيات عربية وأجنبية بارزة أهمها إقامة القائد معمر القذافي الذي قدم إليها لإقامة اتفاقية الاتحاد العربي الأفريقي مع الملك الحسن الثاني. كما زارها الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد والعاهل السعودي فهد بن عبد العزيز. وخلال حرب التحرير الجزائرية اتخذها الرئيس الجزائري هواري بومدين كقاعدة خلفية لمساندة الثورة، كما أقام ودرس بها الرئيس الجزائري الحالي عبد العزيز بوتفليقة الذي أمضى فيها جزءا هاما من طفولته وحياته السياسية. سكان المدينة ظلت المدينة لفترات طويلة مقرا لاستقرار قبائل زناتة، ثم القبائل العربية التي وفدت على المدينة مع بداية الفتح الإسلامي للبلاد. بدخول فروع قبائل بني هلال، التي سيطرت على المنطقة لفترات عديدة خلفت صراعات كبيرة بسبب الفوضى والاضطرابات الدائمة مع سلاطين المغرب بدأً من الموحدين و إنتهائا بالعلويين، عرفت المنطقة تنقلات و نزوح للقبائل الاخرى بسبب قوة عرب هلال. أبو عبيد البكري و البيذق أقدم إشارتين وردتا بصدد ساكنة وجدة، لكن البكري لم يحدد بشكل واضح الاثنيات المكونة لحضريي وجدة بل اقتصر على وصف اثر النعمة على أجسامهم. كما ذكر البيذق أسماء بعض أعيان وجدة و ألحقهم بمناطقهم الأصلية او بقبائلهم كسوس أو بني يرنيان، و المعروف حسب ابن خلدون أن المنطقة و قبل بناء المدينة كانت مجالا لقبائل زناتة بكل فروعها من جراوة و بني ورتغنين و يرنيان و بني يزناسن و وجديجة و غيرها. و يحسب بعضهم أن زناتة وفدت على بلاد المغرب حوالي القرنين الرابع و الخامس الميلادي و هي فترة صادفت انتشار البداوة كنمط حياة في الشمال الإفريقي. كما أن العنصر الزناتي كان من أول العناصر التي استقرت بمدينة وجدة أثناء تأسيسها من قبل زيري بن عطية حيث نقل إليها هذا الأخير أهله الزناتيين بالإضافة إلى عدد من أفراد جيشه و عساكره للسهر على امن المدينة. المصادر العربية تتحدث عن ساكنة عربية وفدت مع الهجرات العربية الأولى و الثانية. كما أن موقع مدينة وجدة في موسطة الطرق التجارية جعلها تعرف عنصرا بشريا آخر هو العنصر الأسود الذي ربما وفد مع تجارة السودان عبر سجلماسة فوجدة. و تذكر بعض المصادر أن أسرة ذات أصول شريفة أوجدت لنفسها أماكن خاصة بين سكان أحياء المدينة. كما أن وجود بعض العادات و الأسماء التركية مثل عائلة التريكي قد تكون مؤشرا على استقرار بعض العائلات من الأتراك بالمدينة زمن دخولهم إلى وجدة. تطور أعداد سكان وجدة باب الغربي باب أثري يطل على ساحة سميت 'ساحة سَرْت' باسم مدينة ليبية تمت توأمتها مع مدينة وجدة عمل زيري بن عطية بعد تأسيس مدينة وجدة سنة 384 هـ/994 م على نقل أهله و بعض ذويه و جيوشه إليها للاستقرار بها. و لم تفد المصادر المعتمدة إلى عدد السكان الذين استقروا بمدينة وجدة بعد تأسيسها. إلا أن الحركة التجارية كانت نشيطة بمدينة وجدة ابتداء من القرن الخامس الهجري/11 م مما أدى بدون شك إلى ارتفاع عدد السكان و هو ما نتج عن عملية توسيع رقعة مدينة وجدة بإضافة شطر آخر لها على يد يعلى بن بلجين الوتغنيني في منتصف القرن الخامس الهجري/11 م فأصبحت وجدة بذلك مدينتين. مدينة وجدة عرفت ابتداء من الفترة المذكورة و إلى حدود سنة 670 هـ/1237 م نموا ديموغرافيا مطردا بحيث وصل عدد سكانها خلال تلك المرحلة 5000 نسمة. و رغم كبر حجم هذا العدد بالنسبة لمدينة كوجدة في الفترة المذكورة إلا انه يبقى ضئيلا مقارنة مع سكان مدن أخرى من المغرب آنذاك و من ذلك مثلا مدينة تاوريرت التي بلغ عدد سكانها في نفس الفترة 15000 نسمة. و هو ما يعني أن سكان تاوريرت كان أكبر بثلاثة أضعاف من عدد سكان وجدة . أضف إلى ذلك أن عدد سكان وجدة تراجع كثيرا اثر التهديم الكلي الذي طال المدينة على يد أبي يوسف يعقوب المريني سنة 670 هـ/1272 م. بعد إعادة بناء المدينة في عهد المولى إسماعيل استمر سكان مدينة وجدة في التناقص بكثير و زاد من حدة ذلك الأحداث السياسية والعسكرية الهامة التي عرفها شرق المغرب و مدينة وجدة خاصة طيلة. بعد وفاة المولى إسماعيل عرف المغرب أحداثا سياسية صعبة انتهى الأمر بمدينة وجدة إلى الدخول تحت سيطرة الأتراك العثمانيين بالجزائر مرة اخرى. و اضطر سكان وجدة إلى الهجرة لدرجة أصبح عدد السكان بها في بداية القرن 13 ه/19 م لا يتجاوز 500 نسمة. الاستعمار الفرنسي مع دخول الاستعمار الفرنسي إلى الجزائر تغيرت الظروف السياسية و الأمنية في المدن المجاورة لمدينة وجدة و المحادية لها من جهة الشرق خاصة. فتوافد عليها عدد من العائلات الجزائرية هروبا من نيران المستعمر الفرنسي مما ساهم في الرفع من ساكنة وجدة بحيث كان عدد السكان سنة 1844 م 4000 او 5000 نسمة. و لما دخل الفرنسيون إليها سنة 1907 م لم يكن يتجاوز عدد السكان 6000 نسمة و هو ما يؤكد تباطؤ النمو الديموغرافي بالمدينة. كانت غالبية السكان بوجدة من البربر (بني ازناسن و بني سنوس و ندرومة و هي كلها قبائل زناتية. و إلى جانب هذه الأغلبية البربرية هناك أقلية صغيرة ممن يحسنون العربية و عناصرها في الغالب من قبائل أنكاد العربية. تكونت بوجدة أربعة أحياء رئيسية و هي أهل وجدة و أولاد عمران و أولاد عيسى و أولاد الكاضي و هي من أقدم أحياء مدينة وجدة ومن أهمها من حيث سكانها. و إلى جانب هذه الأحياء توجد أحياء أخرى احدث من الأولى و اقل أصالة و هي: اشقفان و أهل الجامل و الطائفة اليهودية بينما فضل عرب هلال البقاء في البادية حتى خروج المستعمر الفرنسي. [4] ] | |
|