الخطأ الذي أنهى اسطورة "السبيشال وان"...!

يوم
جديد، واخفاق آخر، لن أقول لمدريد بل لمورينيو، فلطالما أمضينا الموسم
بكلمات مثل "مورينيو يفوز" و"مورينيو يبدع" و"الداهية البرتغالي يتألق"،
والآن بات من العدل أن نقول "مورينيو أخفق" أيضاً، وفشل في كسر شوكة النادي
الكتالوني.

ما هو السر في أن يقدم الريال أفضل عرض له ضد
برشلونة هذا الموسم في غياب مدربه البرتغالي؟ ما السر في أن فريقاً يملك
مهارات هجومية ربما من الابرز في العالم لا يقوى على رفع مستوى الاستحواذ
ضد برشلونة أكثر من 35 %؟ ما السر في ان يلقب الاتحاد الاوروبي مورينيو
بـ"عدو كرة القدم الاول"؟

الاجابة قد تكون سهلة... "السبيشال وان" ليس حقاً
"سبيشال"، والاوهام التي نثرها مورينيو في اجواء عشاق الملكي والتي اعتاشت
عليها جماهير الريال شهوراً طويلة باتت كابوساً تلاحق المدرب البرتغالي قبل
غيره، رغم انه لم يرتكب سوى أخطاء قليلة خلال موسم متأرجح، كان واحد منها
يكفي لجره من السماء الى قاع الأرض وكأنه صحا من حلم جميل ليكتشف ان الواقع
مغاير وان ما فعله مع الانتر ليس ممكناً مع الريال، او ببساطة شديدة انه
تمادى في عدائه للنادي الكتالوني الى ان اصبح الامر شخصياً ولا يتعلق بناد
عريق اسمه ريال مدريد، مثلما بالغ كثيراً في قدراته وموهبته، ليثبت بخسارته
على ارضه 0-2 انه فعلاً من هذه الارض وليس من كوكب آخر.

أعلم ان هذا الكلام لن يعجب عشاق الريال، او بالاحرى
عشاق مورينيو، لان عشاق الريال الحقيقيين يدركون ان فريقهم أصبح أقبح
وأخشن وأردى من أي وقت سابق في السنوات الاخيرة، ولمحبي كرة القدم من
المحايدين، كان الريال في البيرنابيو مثلاً سيئاً للعبة الجميلة ونموذجاً
قبيحاً لما يجب ان تكون عليه اللعبة.

هذا كله من رجل مهووس اسمه جوزيه، قاده كبرياؤه الى
صراع مرير على حساب ناد عريق صاحب تاريخ مدو وتقليد وتراث وملايين الجماهير
التي آمنت بقدرات البرتغالي ووثقت بكلماته وصدقت حججه وسارت وراءه حتى
النهاية، لكن ماذا كان المردود؟

كثيرون سيعتبرون هذا الكلام طعناً في المدرب
"الفلتة" ويعكس المثل "عندما يسقط الجمل تكثر سكاكينه"، لكن ببساطة انا
أعشق كرة القدم، التي تعلمني انه من الصعب ان أكره أسلوب لعب فرق مثل
برشلونة وارسنال، ومن السهل ان انتقد اساليب لعب عقيمة وسلبية مثل عادة
الفرق التي يدربها مورينيو، التي على مدى 7 سنوات لم يبهرني تشلسي او
الانتر او الريال في المباريات الكبيرة والحساسة الا في ما ندر.

من العار ان يكون فريق يحوي نجوماً مثل رونالدو ودي
ماريا واوزيل وهيغوين وكاكا واديبايور وبنزيمة والونسو ان يلعب بالخشونة
التي كان عليها عندما خسر في ملعبه، وان يدخل اللقاء بخطة 5-5-0 بعقلية
دفاعية يأمل منها ان يخرج بتعادل او ان يخطف هدفاً، وكأنه سيناريو سيتكرر
بالكربون لنهائي الكأس... هنا، وهنا فقط انتهت أسطورة "السبيشال وان"،
والتي أدركها حتى نجمه الاول كريستيانو رونالدو، الذي ربما تساءل: لماذا لم
نلعب في البيرنابيو مثلما لعبنا أمس في نيو كامب؟

سؤال صريح لمشجعي الريال، هل يفرق كثيراً الريال الحالي عن ريال بيلغريني او ريال شوستر، عدا عن احتوائه نجوماً أبرز وألمع؟

ربما يبقى مورينيو مع الريال ويحرز الدوري او دوري
الابطال، لكنه لن يحقق ذلك أبداً بمتعة وسلاسة وجماليات اللعبة، بل من
المؤسف والمخزي ان يحول مجموعة من المواهب الرائعة الى مجموعة من المصارعين
واللاعبين الخشنين، الذين لا يجرؤ أي منهم على الاعتراض او الاحتجاج كي
يتفادوا عقابهم... لانه هو، وهو فقط النجم الاول صانع الانجازات، فيما
عندما يخسر الفريق فان الريال هو الذي خسر ونجومه هم الذين أخفقوا، أو بحسب
منطق البرتغالي الحكم كان هو السبب!

» الخطأ القاتل الذي يدفع الانتر ثمنه غالي
» رايي صحيح يحتمل الخطأ ورأي سعدون خطأ يحتمل الصواب
» ما الذي ينتظرك يا ارسنال على يد البارسا